29 - 06 - 2024

رؤية خاصة | الاتجاه الصحيح

رؤية خاصة | الاتجاه الصحيح

(أرشيف المشهد)

  • 19-8-2015 | 17:28

واقعة اختطاف الرهينة الكرواتي ومزاعم قتله التي قد تكون حقيقية ليست مخيفة.. لكنها حقيرة.

في بدايتها ومنتهاها لا تعدو أن تكون جريمة نكراء.

 جريمة يريد لها مرتكبوها أن تكون أكبر من هذا؛ أن تثير الفزع والرعب. أن تسبغ عليهم قوة لا يملكونها وسطوة لا يصلون إليها.

نحن هنا- هذا ما يريدون لنا أن نصدقه- أيدينا واصلة وأزرعنا طويلة تصل لداخل مناطق العمل والمشروعات،

تنتقي من تشاء من الضحايا في وضح النهار.

أرادوا للجريمة  أيضاً أن تثير أكبر قدر من الحرج للدولة ولأجهزتها. فوقع اختيارهم على ضحية أجنبي آملين أن تتضخم الواقعة وتثير أكبر قدر من اللغط الدولي وتروج رسالة سلبية مفادها أن مصر عاجزة عن حماية المتواجدين على أرضها.

بنفوسهم المريضة  استقروا على هذا التوقيت لعلهم  يطفئون فرحة الناس  في الداخل ويردون  الخارج عن الاعتقاد الذي قوي واشتد بأن مصر خرجت من عنق الزجاجة وبسبيلها للإجهاز نهائياً على الإرهاب.

ربما تمكن  هؤلاء الإرهابيون المجرمون من اختطاف ضحيتهم وقتله.  لكنهم لن يفلحوا أبداً في مساعيهم الخبيثة ؛ لن يحصلوا على حجم أكبر من حجمهم الحقيقي؛فمثلهم مثل أي تشكيل عصابي من بضعة أشقياء يخطف ضحية ويطالب بفدية ويهدد بقتل ضحيته ثم يقتلها بكل خسة. هل يجعله ذلك بطلاً أو مجاهداً أو طرفاًيحسب له حساب؟

أما العالم الذي يريدون تأليبه ضد مصر بهذه الأفعال الإجرامية فلاشك أنه يعي جيداً حجم الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب ومحرضيه والعاملين عليه.رغم كل شيء،  مصر تسير في الاتجاه الصحيح.

+++

لم ألتقه إلا مرة واحدة فقط في حياتي.. كان يعبر الشارع متجهاً إلى عربته في عز ألقه ومجده السينمائي. دهشت كثيراً لما رأيت؛ مظهر عادي، زي بسيط ، كتفان أقرب للانحناء، ورأس خفيض خف شعره قليلاً من الخلف وابتسامة تجمع بين الهدوء والثقة.

لا يرفع رأسه فيمن حوله كأنما يخشى أن يظنه المحيطون باحثاً عن نظرات الإعجاب و صيحات الجمهور، ولا يتخفى تماماً كي لايتهم بالتكبر وادعاء الهرب من ملاحقة المعجبين. فقط يكتفي بابتسامته المرسومة على ملامحه الطيبة احتياطاً إذا ما وجه إليه أحدهم نظرة أو حياه بكلمة.

لم يكن نور الشريف فناناً موهوباً فحسب. فكم من مواهب بددها أصحابها وأساءوا لها فانطفأت وذوت. كان نور الشريف مزيجاً متفرداً من الموهبة والوعي والثقافة والحس العام. كنت أجد في أحاديثه السياسية والعامة متعة لا تقل عن متعة متابعة أعماله الفنية الهامة والمؤثرة. وكمصرية كنت أزهو بعمق أفكاره ودقة تحليله للقضايا العربية.

تربع نور الشريف لسنوات غير قليلة على عرش النجومية السينمائية وحقق أفلاماً تمثل علامات في تاريخ الفن السينمائي والتليفزيوني. ومع ذلك حين سئل يوماً عن أكثر النجوم موهبة  منح اللقب بسخاء لعملاق آخر هو أحمد زكي، وأعطاه الدرجة كاملة  فيما أعطى نفسه 7 من عشرة فقط على سلم الموهبة. هكذا بلا عقد ولا صغار نفس ولا أحقاد.كان التواضع مكوناً أصيلاً في تركيبة هذا الفنان.

الحزن الشديد الذي خيم على  المصريين والعالم العربي  لرحيل الفنان الكبير نور الشريف يؤكد للمرة الألف أن داخل الجماهير بوصلة تشير دائماً للاتجاه الصحيح وتميز الفن الصادق.

رحم الله نور الشريف.

مقالات اخرى للكاتب

رؤية خاصة| نورا على طريق الغارمات





اعلان